الجزئ الثانى اميرة الليل
ساعات الانتظار
غادرت الاميره الحسناء
انتهى اللقاء وغادرت اميرتى الحسناء بعدما عطرت بجمالها الاجواء
سابحه كالصقر نحو السماء تسير بين الضباب وقطرات بُرُودِ النَّدَى
كأن وجهتها المجرات السابحه فى الفضاء
ونظراتى تتعقبها بين السحب والشهاب الا أن حالت بينى وبينها كتل الضباب ...
وأختفت مابين سواد الغيوم ملوحه بيديها وكانها تؤكد لى بالرجوع
ضللت واقفا حتى انتفخت العيون (تسمرت الجفون)
فلا السحب انجلت . ولاانا
من النظر للسماء مللت ولا الاميره فى الفضاء نورت
اصبحت نظراتى ثقيله كأنفاسى المختنقه بدخان السحاب
بعد ملل وطول الانتظار
أستيقظت من احلامى فأختفت السعادة وذابت
مثل الشمعة التي انتهت فذهب نورها
لااعرف كم من الوقت فى غيوم السماء بنظراتى
حلقت
نأظرت
تاملت
فجميع الحواس بجسمى شلت أو تجمدت ..
حتى الدموع فى العيون .. تحجرت كأنى بالعمى أوالرمد أنصبت
رجعت بأفكارى للوراء اتامل فيما حصل بيننا وقت اللقاء
أسال نفسى بغباه ..هل ماريته .. واقع أم جنوح خيال ؟؟
أو مجرد كابوس
فكان الجواب ..
عندما يصبح المستحيل حقيقه . ويصبح اللاممكن ممكن
عندها سوف تكتشف الحقيقه
فسقطت دمعه
وتبعتها دمعه
ثما ذرفت جميع دموعى بحرقه حتى ماعاد الدمع يكفى
فولد من خصر السوال سوال
ياترى هل سيصبح المستحيل يوما ما حقيقه ؟
تنفس الصبح الجميل وظهر الفجر مابين الظلال
وأنهزم امامه ليل الخريف الطويل
وانقشعت الضلمه بعد مخاض عسير .لـ.ليل مضلم
اشرقت اشعه الصباح على نافذتى
عاكسه اشعتها الضوئيه
معلنه ميلاد يوم جديد ...
تنقلت بنظراتى المضطربة .
فلم أري . ألا رياح قادمه
وطيورا مهاجره
وسكون ينبؤنا
عن قرب هبوب اعصار عاصفه
فقلبت اوراق التقويم ورقه تلو ورقه ...
أه ... لقد نسيت فحن فى فصل الخريف .
فعرفت بان نهار الخريف قصير ..وليله
سيكون حالك وطويل
هرعت مسرعا اغلقت شباك نافذتى
وفتحت باب غرفتى
فعاد بى الحنين الى بداية ليلتى
لاابحث عنها خارج زوايا غرفتى
فلا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدروبُ انتهت
فوجدت أثر لخطوات اقدام اميرتى
ولولا أن يوصفنى بالجنون لنقشتها
وجعلتها زنبقه
حل الصباح وكثر الضجيج والصياح ..
ولكن ..
ليست لى رغبه الاختلاط بالناس
جلست ألتقط أنفاسي ... ثما ..
استلقت على فراشى
ووضعت يدى تحت رأسي ..
وحلقت ..للأفق ..فثقلت انفاسى
فما هى الا لحظات
أو. ومضات وغرقت فى فلك الضلمات
لااعرف هذا نوما أو ممات
فكل مايدور فى فلك مخيلتى
ان يذهب الصباح
ليحل محله الليل باريج الهمسات
استيقضت من نومى بعد بضع ساعات
هاهو الليل يعود .. ولكن بلون جديد
اصبحت اعشق الضلمه
رغم خوفى من الظلام وأهاته والمه
عم الصمت و الهدوء القاتل ارجاءالمكان
فعدت افتح شباك غرفتى
نظرت لليمين وللشمال
فالهـــدوء الـــرائع اصبح سيد المكان
وكـــأن الجميــع نِـيــام
شوارع مهجوره . لاتوجد الا اضواء
فلا ضجيج ولا اصوات منبهات السيارات
خرجت الى حديقتى فاذا بى ابحث من جديد عن
ملهمتى
فتشت فى جميع الزاويا وتحت الاشجار ..
عسى ان تكون تنتظرنى هنا او هناك
فعاد النظر مجددا للسماء
فوجدتها جميله انيقه
والليله اكثر بهاء
كانها تزينت وتنتظر شئيا ماء
صافيه تتلآله فيها جميع انواع الضياء
والقمر والنجوم اظفت عليها
سحر الليالى الحمراء
كل شى يوحى
بان هذه الليله
ستكون
ليله اجمل من ليالى شهر زاد
العيون تترقب والحواس منشغله
كل شى يعمل فوق طاقته الكل ...
يترقب ..
وينتظر ..
شئيا ماء
..
انتظرت عودتها عندما رحل المساء ..
فالليل وحده اصبح لروحى البلسم والدواء
تمنيت الا يكون ذاك اخر اللقاء ..
وطال انتظاري ..
حتى كاد ينفذ منى الصبر والامانى
بداخلى لااريد أن أتهمها بالتأخير ..
او الكذب بالمواعيد ..
لانى على علم ويقين
بانها قادمه من عالم بعيد
استلقيت على الارض فى سكرات السمر
لايننقصى الا شرب الخمر
تحت أضواء واكتاف ضلال القمر
اتغزل بالنظر
فى ضو القمر ..
لكى ارسم بعينها اجمل سحر
تسامرت مع النجوم والقمر
وحدتثهم عن اخر لقاء
وطلبت منهم ان يشهدواء
موعدنا هذا المساء
ولكنها لم تأتى
وبين ضوء القمر
وسكون الليل .. ووحدتي
اسمع أنين وأهأأت روحى
تتألم
وتتشفع من صبرى
وبرودى
وتأمرنى أن انهى قصتى
واطوى صفحتها
مع اخر حروفى
بأبتسامه بارده
قلت .. سانتظرها .!!
مهما عتت الرياح وعصفت العواصف
سانتظرها
لاأنثر لها هفوف اشواقى وحنينى
ولايهمنى ان لم تمطر السماء ام لا تزهر الارض
ولكنها لم تأتى
ويرحل الليل ويتوالى بعده ليل ثما ليل
ورحل مساء وتلوه مساء
كأمس وماقبله
وانا وحدى
على ارصفة هذه الحياة
متجول بافكارى مايبن الصباح والمساء
علنى المح طوق نجاة
ليتك تاتى ياميرتى كما اتى المساء
ومرت الايام
وتعاقبت الليالى والشهور
وصبرت كا صبر سيدنا . ايوب
ولكنها لم تأتى
وفى يوما.. ما
ضعفت همتى واحترقت شمعتى
وسلمت للقدر والقضاء
كمثل ما . أنقطعت صلته
بعودة عمن رحل للسماء
تمكن اليأس من عزيمتى
وغرس سهام الشجون بمقلتى
و اصبحت جته هامده بلا نبضات
وقررت
أن ابعثر الاوراق واحرق الكتب والمجلدات
التى تدون الذكريات
وساغلق شباكى واوصد بابى
ساعلن الاعتكاف
بل اضراب ..
لا.اكل .. لاماء. شراب
سادخل حاله الهذيان
واضع روحى مابين الجنون والادمان
ساغلق كل الثغرات
واسد كل الممرات
ولكنى سرعان .. ما أتراجع
... لكى انتظر ...
سانتظر
وان ضجر منى الانتظار
سارحل واكمل وحدى المشوار
...
ساغوص وابحث عنها
فى البحار والانهار
لن اترك حتى ظلال لاشجار
بكل وادى
ومسلك واقتفى الاثر
...
وان تمزق حذائى ساكمل حافيا
وادوس من اجلها على الحجر والاشواك
ساسير بالليل واكمل بالنهار
وأستعين بالنجم والقمر
سابحث فى المقابر
وتحت القبور
ولن اترك جحورا ولا ثغور
وان عطشت
اشرب دم الافاعى
وأندمج الفزع بالسكون
وانحصر الدمع بالعيون
وعم الصمت ارجاء غرفتى
كاننا فى موكب جنازى
حزن
ألم
تعب
أرق
وسوسه
كلها امتزجت بكأس الهلوسه
مللت .. المكوث والجلوس والانتظار
فلم يعد
للصبح بسمه
ولا للمساء ألفه
ولا لليل همسه
هذا المساء ادركت
بان غروب العمر بدأ
فلا جدوى من الانتظار
فقرر الانتحار
وداعا ايها السماء ...
اغمضت عينانى ..
ريت شريط يحوى كل الذكريات
القيت نظره والوداع
فطرق الباب
سأتوقف هنا
نلتقى باذن الله فى الفصل الاخير والمثير
ابن البادية almjal2007
تعليقات
إرسال تعليق