التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لعبة الاقدار الجزء الاول بقلم ابن البادية

رواية لعبة الاقدار
الجزء الاول
كانت الأجواء في القرية باردة منذ الصباح ، رغم سطوع الشمس والحرارة اللطيفة ولا تنبؤات عن تغيرات للمناخ لهذا اليوم ,وبحلول المساء سرعان ما تلبدت السماء بالغيوم وخيم السكون على شوارع القرية ،وامتلأت السماء بالسحب ،واختفت الشمس خلف الغيوم ،كان يوما رائعا بالنسبة للفلاحين وهم يترقبون سقوط الامطار الموسمية ،بينما كان محمود البالغ من العمر 28 عام ،جالساً كعادته بدار الضيافة ، ويقرا أحد كتب القانون ،ويترقب قدوم شقيقه النمر، انتصف الليل تماما ولم يرجع شقيقه ،وبدأ القلق ينهش قلبه ، أسئلة كثيرة تتزاحم برأسه عن سبب التأخير ، وشعور يخبره بانه هناك خطب ما ..!! ولكنه اشغل نفسه بمتابعة القراءة رغم القلق المسيطر على افكاره ، ولا يدرى بأن شقيقه الاكبر قد أرسله والده في مشوار يخص محمود .
لم تستمر حيرته طويلا ، حتى دخل عليه شقيقه النمر يرتعش وثيابه مبتله من الامطار، ولكن لاحظ بأن وجهه اسود ، وكانه يحمل خبرا .. عن نهاية العالم وبداء النمر يلف بالغرفة وكانه يبحث عن شئيا ما
اندهش محمود وقال .. "أخبرني عما تبحث لقد أخفتني بتصرفك هذا !!
هل قتلت أحدا ما ..؟ !!
اقترب منه شقيقة وهو يراقب الجدران بخوف غريب ،وكأنها ستستيقظ من جمودها وتحل عليهم لعنتها .. قائلا ياليت والدى سمح لى بذألك من زمن .!!
زاد قلق محمود ،ولكنه حاول أن يتماسك، قبل أن يبدي رأيه بأفعال شقيقه الغريبة ،فهو لم يري النمر بهذه الحالة من قبل، فهو جبار قاسى لا تهزه المواقف ولا حتى الاحداث .
وانتظره حتى يهدأ ويلتقط أنفاسه ويعلم ما لديه لعل ما يحمله من اخبار تشفع له تصرفاته الغريبة.
ولم يبخل عليه اخيه النمر فاخبره بما لديه قائلا بغضب شديد السفلة الكلاب لم يسيطروا على عزبة عمك وحسب بل أشعلوا نار الفتنه بيننا
قاطعه محمود قائلا .. ما هذا اللفظ وماذا تعنى تحديدا ..؟!!
جلس بجوار محمود وقال لقد رفض عمك زواجك من الخنساء .. مدعى باننا نتستر على قاتل ابنه عمران ..!! بل كاد يقول نحن من قتله ..!!
ظهرت علامات الاستغراب على وجه محمود ،وهو ينصت الى كلام شقيقه النمر وقبل أن يكمل نهض محمود غاضبا ،وهو يقول يرفض زواجى من الخنساء هذا قراره وانا احترمه ،ولكن يلصق بنا تهمة قتل ابنه هذا ما لن نقبله أبدا .!!
وهم بالخروج الى عزبة عمه ،وهو لازال يحمل بين يديه الكتاب ،الا أن النمر اكمل قائلا ليس هذا وحسب ،بل سوف يعقد قرانها على النذل عبود ،توقف محمود في مكانه. وأدار ظهره للباب وأخذ يحملق في النمر بعينين جاحظتين بدون كلام ، فقط ظل واقفا ،يستمع اليه واكمل النمر كلامه وكانه يريد استفزاز محمود أكثر ،كى يسانده في قتل عبود قائلا ربما سيعقد زواجها قريبا ..!!
و تعمق النمر اكثر بحديثه ومحمود يصغى اليه بذهول وازداد توهج وجه بالغضب والشراسة وجلس على كرسى والده ،قائلا حسناً ما قولها هي ..!!!..؟
يرد عليه أخاه قائلا هى ارسلت لك هذه الرسالة كان النمر يعرف محتوى الرسالة،خطف محمود الرسالة من بين يدى اخيه فصدمه ما قرأه ، انتفض من جلسته ووضع الكتاب جانبا
و قد غابت عن وجهه تلك الابتسامة التي رسمتها تلك الايام الجميلة مع الخنساء،وهو يصرخ بأعلى صوته انا لست من أولئك الشراذم ياااا خنساء .!!!.
لن تخرجي من بيت ابوك الا معززة مكرمة . ثم ثنى الرسالة وقال ماريك أنت هل توافقها فيما تريد أن تفعله..؟..!!
تنحنح النمر وثنى حاجبية قائلا .. لو كنت مكانك لفعلتها الليلة من يدرى ربما غدا تزف اليه ..؟!! .
وتبقى هى أبنة عمك وأنت اولى بها من هذا المعتوه والخنساء زينة بنات القرية وهى ترغب بك زوج لها ألا أذا كنت تخشى عبود ..
صمت محمود وكانه يفكر في كلام النمر وطال التفكير كثيرا وهو ينظر اليه
قاطع النمر افكاره .. قائلا ..هل تريدني أن اخطف الخنساء وتدخل عليها الليلة .. ..؟
نظر اليه محمود بطرف عين قائلا : - وهل تريد ان تشعل حرباً بين ابناء العمومة من أجل أمراه..؟!!
فقال ليست أي أمراة أنها الخنساء ومن اجلك اقتل كل اهلها . وعلى فكرة انا عازم على قتل ذاك المتعجرف وزمرته فهو خطر على القبيلة ..!!
فهو سبب الفتنه والعداوة بيننا وعمك للأسف لم تعد له كلمه منذ أن تزوج من شقيقه عبود .؟!!
فقال له محمود ماذا تنتظر اقتله .. ولكن ليس من اجلى فلن اكون سببا في إراقه الدماء ابدا .. شحب وجه النمر وهو يستمع الى محمود وقال طول عمرك أنت هكذا شخص سلبى لم تتخذ بحياتك قرار حاسم ابدا حتى صار عبود يستهزئ بنا ..
قاطعه محمود بهدوء قائلا بالله عليك ما قيمة الشهادة التي أحملها ، أذا قمت بمخالفة القانون وقمت بخطف الخنساء وقتل عبود أو غيره .؟
جلس النمر امامه قائلا اذا خذها بالقانون ايها اللين ، للأسف ..لا فائدة منك ابدا... تبا لك من جبان أنها الخنساء ياوغد اسلافك من اجل ناقه اشعلوا حربا 40 عاما
غضب محمود من كلام النمر وحدق به قائلا ،الزم حدودك.. ولا تجعلني انسى بانك أخي الاكبر هذه الألفاظ لا اقبلها منك أبدا
نظر اليه النمر باشمئزاز قائلا .. ماذا قلت ..؟ كأنى اسمع صوت رجل ..!!
سكت محمود فهذه المرة الاولى التي يرفع صوته عن شقيقة الاكبر ، الا ان النمر امسكه من ذراعه وهزه بعنف ... قائلا قل لى ماذا قلت ..؟
نظر اليه محمود بعدما استعاد هدوءه ، قلت لك هذه حياتي واعرف كيف اديرها ولا اريد منك نصائح .!!
ضاقت عينان (النمر) وارتفع صوته وهو يقول بغضب أتهددني يا ابن أبى ..؟
نظر إليه (محمود) بتحدٍ وصرامة وثقة وهو يقول جيد انك تذكر أنني ابن (ابيك).للأسف أنت لا تعرف كيف تتعامل مع الاحداث !!
أني مستغرب كيف ستقود قبيلة ،وأنت تفكر بهذه العقلية المتخلفة متى ستعقل وتحكم عقلك .
نظر إليه النمر ووجهه شديد الاحمرار وأخذ عصاة ابيه وكاد يضربه بها، ولكن والدتهم تدخلت في الوقت المناسب ،قائله ما هذا الخناق هل وصلت بكم السخرية الى الشجار في ضيافة والدكم..؟ .. تبا لكم ..
نظر اليه محمود في امتعاض ،ثم اشاح وجهه جانبا في صمت يتخلله أسف شديد قائلا مرحبا أمي .. هو ليس شجار انما خلاف بسيط .. بينما هدأ النمر من ثورته حين تدخلت والدته ،واشعل غليونه لينفخه فى وجه محمود وأسقط العصاة من يديه ..
قائلا .. المشكلة انك أخي وحبى لك يغفر تماديك على النمر .. فلتريني ما أنت فاعل أذن ..؟
انتابت الحيرة وجه محمود ،ولم يجد ما يقوله كي يقنعه بان القتل والخطف لن يجعل منه شخصا سعيدا
هز براسة بعدما وضع رجله على العصاة قائلا ... ستعرف قريبا يا.. كبيرنا بان هذه العصاة لن تحل مشكلة بل ستزيدها تعقيدا
بينما ظلت والدتهم حائرة بينهما ولم يخبرها احدهم بسبب الشجار ومرت الايام دون أن يتحدث احدهم للأخر.
وفوق احد اسطح البيوت القديمة كانت تقف فتاة لم تتجاوز التاسعة عشر ربيعا ،تاهت نظراتها بين الاشجار والطرق ,وهى في انتظار الملامح التي اشتاقت لها رغم قسوة البرد وحلكة الليل ,كانت تنتظر كل ليلة حبيب قلبها كى تهرب معه .
ولكن محمود خيب ظنها وقرر مغادرة القرية ليلا ملثما, حتى لا تراه الخنساء ،فهو يعرف بانها مجنونه وقد تلحق به أذا لمحته يغادر
وتنفذ وعدها فهو لم يصدق شيئا فى الدنيا سوى الموت والخنساء لأنها إذا عزمت على أمرٍ تنفذه دون ان تدرس عواقبه
مرت الايام والليالي سريعا وهى تراقب كل صباح ومساء, تلك الطريق الترابية التى كان يسلكها حبيب قلبها فهى تميز وقع خطواته وتميز خياله حتى ليلا . وكانت تنتظره كل ليله حتى علمت اخيرا بمغادرته القرية
غادر محمود قريته التي ولد وترعرع بها ، وهام فى عرض البحر من مركب الى أخر.. ولم يكف يومًا عن حزم الحقائب حتى استقر به المطاف اخيرا في ليبيا وعمل بحارا على قارب صيد وتعرف على احد اقوى رجال البحر والمعروف بلقب "ملك القراصنة"
وعمل معه في تهريب البشر عبر شواطئ ( ليبيا ) و كون ثروة كبيرة وتعرف خلالها على نادر ليبى الجنسية ونصحه بالسفر معه الى تونس، الا انه فضل الذهاب الى ( مالطا ) وأستقر بها فترة من الزمن،ولم يتأقلم مع نمط الحياة هناك ونصحه نادر القدوم الى ( تونس ) وفى طريق العودة ذهب الى ليبيا بقى بها فترة بضيافة القراصنة ،قبل ان يكمل طريقةيستقر في ( تونس ) مع صديقة نادر وفتح محل في احد الاماكن الأكثر ازدحام بالسياح الاجانب بالعاصمة التونسية .
وظلت كلمات الخنساء عالقة بذاكراته ،فحين يقرأها يتألم قلبه ندما عن ما جراء وذات ليله فتح الرسالة وقراء اخر الاسطر وهى تقول "لو انت راغب بى زوجة أخطفني ،وسوف اقيم معك حتى بكهف فإنني لا احتمل الحياة بعيدا عنك .وسوف اظل انتظرك كل ليله ،حتى يتبين لى بانك خيبتُ ضنى وتخليت عنى ، فلا تلم عاشقة ان ضلت طريقها. ثنى الرسالة كالعادة ولايعلم بما كانت تعنيه الخنساء
مرت الايام وعلم النمر بان محمود ضل طريقه ،وانظم الى قراصنة البحر، فقرر أن يضعه امام خيار صعب ،وارسل احد قريباته سرا الى دار الخنساء يعلمها بان محمود يقيم فى ( ليبيا ) فاذا كانت ترغب بالسفر اليه سوف ينتظرها الليلة قرب بئر العزبة ،وافقت الخنساء وبدأت بتجهيز نفسها للسفر ولكن القدر كان لها بالمرصاد او ان ابنة خالتها ريم (الخنفساء) اوشت عليها فتم حبسها بالعزبة،ووضع عليها حراسة مشددة ،وساءت صحة والدها كثيرا وأصبح طريح الفراش ،وهو مسلوب الارادة ولايملك قرار من سطوة زوجته الثانية واشقائها الاشرار
علم النمر بان الخنساء أصبحت تحت العيون ،ولأيمكن الوصول اليها الا بقتل عبود واتخذ قرار القتل فكان يتحين الفرص كى يقتله ولكن لم يتحصل على فرصه مناسبة لكثرة الرجال حوله . وعدم مكوثه بالقرية كثيرا
تم معاقبة الخنساء و عملت مع النسوة في حصاد الاعشاب والارز وكانت ترفض بشدة الزواج من عبود لعله يغير رائه او يتخذ والدها موقف حازم من زواج ابنته ولكنه لا يستطيع وكان يتألم كثيرا بصمت لانه فقد زمام الامر منذ مقتل ابنه عمران الابن الوحيد له .
ورغم سفر محمود وتخليه عنها ،كانت تجلس كل ليله خلف تلك الستائر بقرب نافذة غرفتها لعل الليالي تأتيها بحبيب قلبها الغائب ويخلصها من هذا العذاب وطالت المدة ولكنها لم تيأس وبقي قلبها مملؤة بالأماني حتى يوم زفافها .
وبعد سنة من استقرار محمود بتونس ارسل الى اخيه النمر يعلمه بانه أستقر بتونس وعمل في مجال التجارة .
وتقرر زواج الخنساء من عبود وفى ليلة دخلتها تسألها زوجة خالها لماذا انتِ لستِ سعيدة .؟ ترد عليها ومن اين تاتى السعادة ..؟
تصمت زوجة خالها ثم تكمل إنني مستغربه منك فى يوم عرسك تكونين شاردة الفكر ولا تملين من النظر لهذه النافذة ،وكأنك على موعد مع شخصا ما ؟؟ ايعقل بان قلبك لايزال معلق بمحمود الذى تخلى عنك من زمن .؟
تتنهد قائلة " نعم وسيظل وان كان بعيدا فلا أنام بعيدة عن هدير أنفاسه ولا أعيش مبتعدة عن وقع تفاصيله سيظل قلبى ملك له وان كان جسدى للغير.!!
تهز زوجة خالها راسها وهى تبتسم ،قائله هذا حب لم نعرفه بعصرنا ..؟ بالله عليك صفى لى مايعجبك فيه .؟!!
تبتسم الخنساء وتلف ضفائر شعرها المنسدل وتقول ياخاله نجوى لا تسألي كثيرا لأنني لا اعرف كيف اصفه لكِ .
حتى أن تركنى كما قلتى وصار بعيدا أشعر به ينام متأرجحاً بين أضلعى.!! باختصار محمود لم ولن تلد النساء مثيله ..!! تهز الخالة راسها قائلة لو كنت أملك الخيار ما زوجتك الا محمود
ومرت الايام والاسابيع وتزوجت الخنساء من عبود رغماً عنها وسافرت معه الى لبنان ،واستقرت بمنطقه وسط المدينة حيث الاضواء والمحلات ورأت النسوة التى تسير شبه عاريه ليلا ونهارا دون مضايقه من احد وأصبحت تتأقلم مع حياة المدن
وتشاء الأقدار في ليلة زفافها أن يتعرف محمود على سيدة مسيحية تدير مقهى يتردد عليه اطياف من البشر ،وكانت اغلب مشتريات الحانه من محل محمود وذات يوما كانت برفقتها فتاة تبلغ من العمر تسعه عشر عام ،وكانت ايه من الجمال
وكانت الفتاة تحمل الكثير من ملامح الخنساء فهي كانت أيضا شبه متدينة و ترتدى وشاح لونه أصفر وقفازات يد وهيئتها متحجبة وكان محمود يحدق بها طويلا ويسرح حتى بتفاصيلها خلف ذاك الحجاب
ولم يكن محمود يمتلك حينها الجرأة التي تمكنه من اقامة علاقه أو حتى حوار مع أى فتاة بعد الخنساء ،اما هي فكانت متعجبة وتسأل نفسها من كان ذاك الغريب الذى يحدق بها كثيرا دون كلام؟؟
كانت ترى ذك الوجه يبتسم لها حين تبتسم ويشيح بنظره عنها حين يري ملامح الاستغراب عليها ... ومرات الايام بل الشهور ومازال محمود يهتم بها عندما تأتى للمحل ولم يتجرا على مخاطبتها
وبما انه قد لفت نظرها بتصرفاته فكان عليها ان تذعن لتلك التصرفات بعدما شعرت باهتمامه البالغ لها ،وقررت دعوته لزيارتها بالحانة بعد أخذ موافقة العجوز استيلا صاحبة الحانة
استعاد محمود علاقته مع النمر وكان يساله عن احوال القرية والاهل و تجنب السؤال عن الخنساء ،وكان النمر يلح عليه بالعودة للقرية الا انه يرفض قائلا يوما ما سأعود
بينما الخنساء وقعت بين يدى زوج سكير مقامر وفي يوم مشؤوم أشعل لها سيجارة ورشقها بين شفتيها الرقيقتين وقد. سحبتْ أول نفس شعرت بدواخ بداية الامر ثم اعتادت على شرب المخدرات واكتشفت فيه اشياء ما كان احدا يعرفها عنه بالقرية .
فهو يعمل مع عصابات بيع الأسلحة و لا يهمه حتى المتاجرة بشرف زوجته من اجل جمع المال للسيطرة على كامل القرية ،بشراء ذمم الرجال في القبائل المحيطة بهم ،وسرعان ما علمها عبود حتى القمار والشراب والسهر بالمقاهي ،بل علمها ايضا الجراءة وعدم الريبة من الرجال وخاصة اصدقائه الذين رقصت معهم في الحفلات ،و اصبحت تتعاطى المخدرات رغم انها رفضت في البداية تلك السهرات و قاومت فى البداية ولكنها استسلمت لقدرها
وكانت هى من تشعل حجر الشيشة لهم حين يسهرون عند زوجها ومن ضمن اصدقائه سامر والزعيم واخرون وتحولت الخنساء من الحشمة والعفة الى الانحلال وعدم المبالاة ،ووصل بها الانحلال الى أن ترتدى ثوب قصيرا يكشف محاسن ساقيها امام ضيوفهم
وكانت عيون الزعيم على الخنساء وكان يلاحقها بنظرات خبيثة وذات ليله خرج ورائها الى المطبخ وامسك بها من خصرها ،ولكنها دفعته بقوه ،ولطمته على وجهه فنظر اليها نظره شديدة وكأنه يتوعدها بانه سينتقم منها يوما ما
ابلغت حينها عبود عن مضايقات هذا الرجل لها ،ولكنه تجاهل الامر وكأن الامر لا يعنيه وتشاجرت معه عديد المرات وكان يضربها بشدة قائلا انتِ كاذبة
وحين تعاتبه على فراش الزوجية الا تغار على شرفك يارجل ..؟ يقول لها انت امرأة مريضة وسواسه هذا الرجل طيب و هو يريد ممازحتك لأغير فكيف ينظر اليك وتحته ملكات جمال البلدة .. هنا ملاطفة النساء شيء عادى ولاينقص شئيا من الشرف
كانت تتوسل اليه ان يبتعد عن هذه النماذج ويرجع للقرية الا انه كان يقول لها أنتي تختلقين الأكاذيب لتعودي للقرية و تكوني قرب محمود !! ويقوم بجلدها وهى تصرخ قائله هل انت راضي بان يمازحني غريب امامك ..؟
يصمت عبود ويخرج من البيت ويتركها تعانى جروح القلب والجسد معا وحين يعود للبيت تقول له هذا الرجل سوف يتمادى أكثر ان لم توقفه .. ولكنه لا يبالى ،وهى تتحسر ولأتدرى هل زوجها يخشى هذا الرجل او انه لأشرف له امام المال وتتساءل اين ذهبت هيبته وشخصيته القويه المعروف بها بالبلدة وهل صار الفتوة .. مجرد قزم امام الزعيم ..؟
بينما محمود لازال يلاحق بنظرانه تلك الفتاة والتى أنسته حتى الخنساء ولم يتذكرها ولا حتى يسأل النمر عنها .وكأن حبها اصبح مجرد حدث حين يتذكره يتألم في حينه ثم ينساه حين يراء تلك الفتاة .
ومرات الايام سريعا حتى قررت الفتاة أن تدعوه لزيارتها .. وافق محمود دون تردد وحدد التوقيت واليوم الساعة . وتشاء الصدف ان يكون الموعد يتوافق مع نفس تاريخ خروجه من قريته.
استشار محمود صديقه نادر واعلمه بانه تعرف على فتاة ويريد مقابلتها قائلا بماذا تنصحني ..؟!!!
قال له خذ معك باقة ورد وكن لطيف معها لاتنظر في عيناها كثيرا ولا تسالها عن عمرها او ماضيها فهذا اول لقاء ولا تسالها كثيرا حتى تعتقد بانك ثرثار
اغلق محمود محله عن غير عادته فهو متحمس للقاء وكان يريد الوقت أن يمر بسرعة وفى تمام الساعة السابعه ليلا
أرتدي بدله جميلة ووقف امام المرأة الموضوعة بغرفته وهو يمشط شعره ويعدل جرافته
خرج سريعاوصعد الى سيارته , ولم يتوقف الا قرب أول محل لبيع الزهور انتَقي بعض زهرات البنفسج ،وطلب نوعاً من الزهور الصغيرة , ذات اللون الاحمر والابيض معها , واختار شريطاً من الساتان الاحمر لضم الباقة الملفوفة
في الطريق ابتسم وهو يحادث نفسه ماذا لو التقيت بأحد من قريتي ..؟!! ثم يضحك اكثر ويقول ياويلى .... ماذا لوكان من راني هو أخي النمر..!!؟
وفجأة عبس وجه وتذكر آخر لقاء جمعه بالخنساء، تنهد واستمر بطريقة وسط تلك الزحمة متوجها الى تلك الحانة التى تبعد عنه كثيرا
بينما عاشت الخنساء بكآبة وحزن حتى تعرفت على ( سمر ) شقيقة سامر وهى فتاة منحلة اخلاقيا تتعاطى الشرب والمخدرات وهى احدى ضحايا الزعيم واعطتها جرعه من اقوى انواع المخدرات ثم أخرى حتى أصبحت شبه مدمنة على هذا الصنف النادر ولا طريقه للحصول عليها سوى من تلك الفتاة .
والتى جرتها للسهر بالمرقص و الكباريهات والملاهي الليلية في لبنان ،بينما كان عبود يغيب بالأسابيع في تهريب الأسلحة وتخلت الخنساء عن الحجاب وعاشت أجواء التمدن وصارت تخرج للتسوق برفقه تلك الفتاة وغيرت من شكلها وقامت حتى بقص شعرها وبدأت تلبس لباس ضيق ولاصق .
وقامت سمر بتروضها واقنعتها يمكنها الحصول على هذه المخدرات من شقيقها سامر المولع بجمال الخنساء ويبدوا بان صفقه ما ابرمت في الخفاء بين سامر وشقيقته ( سمر ) والضحية كانت الخنساء
وصل محمود بعد جهد الى ذاك الحانه وكانت الفتاة تنتظره رفقه العجوز استيلا وهى مرتديه ثوب سهرة شبيه بفساتين العرائس نظر حوله فيجد الحانه قد اكتظت بهؤلاء الاشخاص التائهين عن طريق الحق شياطين المال وطاولات القمار .
حاول ان يلملم افكاره ويتجاهل تلك الوجوه ولكنه لازال مشوش وحائر من اين سيبتدئ الحوار مع فتاة في هذه الاجواء الغريبه عنه .
كانت هى تقف أمامه مباشرة بدأ الصبر ينفذ منها وهى تنتظره ان يقدم لها باقة الورد التى يحملها بين يديه و ان يسمعها كلمة جميلة عن ثوبها او المكان ولكن دون جدوى !
حاولت أن تبدي بعض السرور لرؤيته، مع أن ابتسامتها كانت خافتة وخالية من أي تعابير الجمال وبعد انتظار وصمت طويل , نهضت من مكانها وابتعدت عنه قليلا وهى قلقه وحائرة من تصرفه الذي احرجها مع استيلا وزميلتها بالحانة
كانت العجوز استيلا تحدق فيه كثيرا وتقاطعت نظراتها مع نظراته و كانت النظرات طويلة ومتبادلة بينهما كل منهما يتأمل افكار الاخر بصمت
ربما هى تدرك بان هذا الشاب الوسيم سيخطف منها الفتاة اما هو كان يفكر مايتوجب عليه فعله احساس داخلى يرشده بان يفعل شئيا ما . !!
ولكنة لا يدرى ماهو وحل صمت مطبق بالمكان حتى قاطعت الفتاة هذه النظرات المتبادلة وقالت وهى تنظر نحو الارض يبدو بان المكان لم يروق لك ..؟
ابتسم اخيرا ابتسامة تقلديه وفهم المغالطة التى ارتكبها وانتبه من شروده وقدم لها باقة الورد قائلا عذرا لقد اذهلني المكان هذه المرة الاولى التي ادخل بها مثل هذه الاماكن . ثم نظر نظرة اخرى الى عيون استيلا التى لازالت تتأمله وكانها اول مرة تراه .. لايعلم ماذا يقول لها عدل جرافته
ثم ابتسم وقال ذوقك ليس مميز في اختيار المكان وحسب بل راقى حتى في انتقاء هذا الفستان .
ابتسمت من قلبها واحست انه بدأ ينسجم مع المكان وكانت تأمل رضا نظرات العجوز أستيلا ايضا ، وقالت بذكاء هذه الماما استيلا لاشك بانك تعرفها جيدا
نظر اليها نظرة زائفه قائلا بالتأكيد السيدة أستيلا امرأة راقيه وهى شخصيه معروفة، اومت استيلا براسها وكانها تقول انت رجل غير اعتيادي ثم أبتسمت وانصرفت رغم انها لم تكن راضيه على هذا اللقاء .
اخذته الفتاة من يده وقامت تعرفه على زميلاتها في الحانه هيلين وماريا واخريات وقدمت له ايضا الخادمة وقالت هذه روتانا مربيتي وهى من تنتقى لى الثياب ثم سكتت ..!! كانت تود ان تقول هى من تنتقى لى ثياب الرقص والسهرات بل وكانت تود ان تقول له هى من اتت بي للحانه ولكنها لم تفعل وتمنت في تلك اللحظة لو انها قابلته منذ سنوات طويلة
جلست معه على طاولة في اقصى الصالة وفتحت معه الحديث قائلة , لقد قيل لى بديار اليهود بان العرب وحوش قتلة يجب قتلهم فهم سبب دمار الانسانية والسبحة التي يحملونها فيها سحر وشعوذة ..
ثم نهضت من مكانها وقدمت له كأس من النبيذ مع كوب اخر به مكعبات ثلج فقال لها انا لا اشرب الخمره .. استغربت ولم تعلق حينها
ثم ابتسم وقال لها وما رايك أنتِ فيما قالة اليهود عنا .؟
قالت حقيقه .. لا اجد ذلك فيك ،ولأ أعرف لماذا صدقتهم ربما كنتِ مخطئه
هل بلاد العرب فيها ناس طيبين خجلون مثلك ولا يشربون الخمر ولا يقتلون النساء ..؟
حدق فيها محمود باستغراب شديد يبدو بان الفتاة كانت محبوسه حتى فكريا لدى اليهود ،هكذا فكر ونظر نحوها بعين العطف والحنان ,فهي تذكره بطيبه وبراءة الخنساء،فقد كانت براءة الاطفال بــــ عيناها فهي لم تتجاوز التاسعة عشر ربيعا طال صمته وهو يحادثه نفسه
حتى جلست على الكرسي ووضعت يداها فوق الطاولة وانحنت نحوه وهى تهمس له لم تكن حياتي جيدة على كل حال في ديار اليهود ولا حتى هنا
وضع محمود يديه فوق يداها ... قائلا "أتعرفين كل البشر حياتهم بهذه الدنيا ليست جيدة بل وحتى ناقصه ..!!!
تقاطعه اذا اين تكتمل حياة البشر ..؟!! هل الناس عندكم حياتهم كاملة
نظر من حوله ولم يتوقع ان تساله مثل هذا السؤال .. وقال مهما قلت لكِ لن تدركِين كلامي ..!! على كل حال هي ليست سوى كلمة .. لن تغير في الأمر كثيرًا ..!! كان يريد أن تحدثه عن نفسها ويستمع اليها ولايرغب هى من تجره الى الحديث
نظرت إليه باستغراب فهي لم تفهم ما يعنيه وكأنها شعرت بشيْ من الإهانة
ثما قالت وعلى كل حال أنا لست حمقاء ! .. ادرى بانك لا تريد إخباري عن بلدك ..!!!؟
ابتسم ونظر اليها بنظره رضا وابتسمت هي ايضا ، وقد زادت خدودها احمرارا وتعجب محمود من هذا الخجل كيف فتاة متحررة تخجل من كلماته ،ربت على يديها وهو لازال يبتسم ، لا عليك انتِ لست كذلك ، ولكن هذه مواضيع سنحكى فيها لاحقا .. تقاطعه اعتبر هذا وعد منك ..؟ .!!
قال نعم ستعرفين كل شى وسأكون امامك كتاب مفتوح ومن قال ربما ستسافرين الى قريتى ايضا
رفعت عينها نحوه وقالت بصوت خافت ،هل تعاهدني بالا تؤذيني ،إن خرجت معك بنزهه بحرية يوما ما ..؟
رفع يده وكانه وزير يؤدى القسم القانوني ووعدها قائلاً : أعاهدك بأن لن أوذيك ابدا !
قالت أبدا .. أبدا .. كرر. محمود ما قاله .. نعم ... ابدا ..ابدا ..،فابتسمت من حركاته وبدأت تتأمل ملامح وجهه بصمت وذهول
قاطع تأملها قائلا .. كونى مطمئنة ولا تخافي بقريتي لا نؤذى الفتيات ..!!! الا اذا فعلن الفاحشة .. صمتت دون تعليق وكأنها تعلم معنى كلمة الفاحشة ،ثم قالت حتى ان قلت لك بأنى لا اعرف ديانتي مسيحية او يهودية ..؟
قال نعم حتى أن كانت ديانتك يهودية كل مايهمنى هو انتِ وليست ديانتك
نهضت من مجلسها قائلة هذا ماكنت متأكدة منه ،فأنت تبدو رجلا شهما والعرب ايضا ،ابتسم من رقة كلماتها ،وسرح في تفاصيلها وحركاتها التي تنم على انها لم تعتاد على المعاملة اللطيفة
ثم سالته هل جربت يوما ان تحب فتاة من قريتك ..؟
تجمدت الكلمات بحلقه وتلاشت ابتسامته الجميلة وسكن كل شيء فيه
تواصل الصمت بينهما للحظات . ،.. و لاح له في الافق وجه الخنساء فتذكر الماضي فعبس وجهه،حاولت يائسة جمع ثقتها بنفسها لمواجهة رده ، ولكنه فضل السكوت
ثم قالت .. يبدو بأنى قد .. تدخلت في امور لا تحب ان تتحدث عنها
نظر الى عيناها ..قائلا .. أجل .. بالتأكيد ..
تقاطعه .. لم أفكر هكذا.. انا لا .. أقصد.. انا اسفه جدا .. كم انا غبية و.و!!
ولم تسكت حتى راته يبتسم من جديد قائلا . لا اقصد بانك جرحتِ شعوري أو قلتى شئيا اغضبنى ، بل اقصد بانني كنت يوما ما على علاقه بفتاه من قريتى كنا نجلس هكذا ،ولكن ليس بحانة بل تحت شجرة كبيرة ولكن لكل شيء نهاية
لم ينهي كلامه حتى شعر بيدها تمسح على شعره .. اذا أنت تشعر بالحب،وضع يده على يدها وقال .. نعم انا انسان ،وكل البشر يشعرون بالحب
ثم سألها ماهو اسمك ...؟؟ قالت اسمى ايمان ولكن هنا اطلق على أسم زمردة او الغجرية ،وضع يده على شعرها وقال اسمك رائع جدا وهو اسم عربى ، ويدل على الايمان
فقالت ربما انا عربية او حتى مسلمة ... ولا ادرى ربما روتانا تعلم ولم تخبرنى .
قال ربما واتمنى ذالك من قلبى وانت ماهو اسمك او كيف اخاطبك
قال اسمى محمود ويدلعوني باسم حوده .. فقالت اذا سوف اقول لك همو
ضحك وقال كما تحبين همو حمو عمو .، ستكون جميلة حين تنطقيها
ثم سألها وأنتِ هل يوجد ، فى حياتك رجل .؟
لم تفكر طويلا مثلة ، بل قالت .. بلا .. ولم افكر بالارتباط أصلا ..
و لماذا وانت فتاة جميلة ؟
قالت نحن كتب علينا القدر بان نكون راقصات للرجال الجشعين مثل ما تري هنا .. للأسف نحن لسنا احرار وسكتت ولم تكمل بل ،نظرت اليه كى تشاهد ردة فعله ،ولكنه لم يعلق على كلامها ثم قالت: أنها مهتمة في الوقت الحالي بإرضاء استيلا فهي من تولت رعايتي ،ولكن .. ربما إذا أتى الشخص المناسب ربما لن امانع ..!!
سألها من هو الشخص المناسب وماهي مواصفاته ..؟!!
قالت ... الذي يحبني حبا مطلقا ..!!. ويحررني من الماضي و يحترمني كامرأة .. فقط ولايهمنى من أى جنسية
رد ضاحكا... أتمنى أن تجديه…فضحكت وقالت .. ربما
ظلوا مع بعض حتى حل الليل، واستأذن للمغادرة قائلا لها لدى ما يشغل بالي ،سنكون على اتصال، واعطاها رقم جواله وهم بالمغادرة ،وقبل ان يصل باب الحانه .. قالت كم هى محظوظة ..؟.. التفت نحوها قائلا من تقصدين ..؟
قالت تلك الفتاة ،من النادر أن تجد رجل وسيم ومرح وصادق مثلك .
قال وأنتِ من سيرتبط بكِ سيكون أسعد أنسان بهذا الكون
ومضى الا انها قالت للأسف كل اصناف الرجال الذين التقيتهم كانوا يريدون منى الرقص والغناء ،بل كانوا يريدون اكثر من هذا . !!!

توقف مكانه برهه ،و توقفت هي أيضا عن الكلام ،وبدأت تنظر اليه من خلف ظهره ،استدار اليها فجأة ،وكانه احس بنظراتها تراقبه من الخلف وما ان ادار وجهه حتى تشنجت واستقرت نظراتها عليه ،وانتقل التوتر الى كافة أطراف جسدها ، وخاصة حين حدق فيها طويلا ، قبل ان يقول شئيا ، ثم نظر اليها نظرة طويلة وكأنها نظرة وداع .. وقبل أن يمضى .. قال على فكره انا لست منهم .



يتبع الجزء الاول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اميرة الليل الجزء الثانى " ساعات الانتظار "

الجزئ الثانى اميرة الليل ساعات الانتظار   غادرت الاميره الحسناء  انتهى اللقاء وغادرت اميرتى الحسناء بعدما عطرت بجمالها الاجواء سابحه كالصقر نحو السماء تسير بين الضباب وقطرات بُرُودِ النَّدَى كأن وجهتها المجرات السابحه فى الفضاء ونظراتى تتعقبها بين السحب والشهاب الا أن حالت بينى وبينها كتل الضباب ... وأختفت مابين سواد الغيوم ملوحه بيديها وكانها تؤكد لى بالرجوع ضللت واقفا حتى انتفخت العيون (تسمرت الجفون) فلا السحب انجلت . ولاانا من النظر للسماء مللت ولا الاميره فى الفضاء نورت اصبحت نظراتى ثقيله كأنفاسى المختنقه بدخان السحاب بعد ملل وطول الانتظار أستيقظت من احلامى فأختفت السعادة وذابت مثل الشمعة التي انتهت فذهب نورها لااعرف كم من الوقت فى غيوم السماء بنظراتى حلقت نأظرت تاملت فجميع الحواس بجسمى شلت أو تجمدت .. حتى الدموع فى العيون .. تحجرت كأنى بالعمى أوالرمد أنصبت رجعت بأفكارى للوراء اتامل فيما حصل بيننا وقت اللقاء أسال نفسى بغباه ..هل ماريته .. واقع أم جنوح خيال ؟؟ أو مجرد كابوس فكان الجواب .. عندما يصبح المست

سيدة النور الجزء السابع القتال

سيدة النور الجزء السابع القتال   قتال مصاصه الدماء   سكن بداخل اذناى طنين شبيه باصوات صراصير الليل ودمائى تثور كالبراكين من اثر التسأولآت ..!! أسئلة عقيمة واجابات يتيمه ..سؤال يجر خلفه سؤال ترى من تكون مصاصة الدماء .. !!.. ؟ أيعقل أن تكون شقيقة الفتاة ..؟!! تختفى الأسئلة وتموت بيننا الكلمات كلما تحركت الرياح لأصوت يتحدث علنا الا صوت الرياح .. ولا تبقى بيننا سوى النظرات .. تحتويها العديد من الاستفهامات .؟؟؟ تارة تأمل وأخرى الخوف و التفكير فى القتال ..!! افكار تتوالد بداخل افكار وامنيات تنطفى بهجتها عندما اتذكر القتال .!! كم هو رائعا بل جميل القوه الخفية بقلوب الإناث حتما ستحمل هذه المرأة يوما بين احشائها الابطال ويعود سريعا ذألك الصوت والطنين مستغربا . !! لماذا قلبها قاسى وصلب مثل الصخر .؟؟ ولماذا لم ترتوى بعد من شرب الدم ؟ ولماذا ذاب من قلبها الحنان والحب . ؟ اين تلك العاطفة ؟؟ التي نسمع بها بقلوب الاناث .!! ياترى هي مجنونه .؟؟ اما الصدمة قاسيه لم تشفيها الايام ..

اميرة الليل الجزء الاول

اميرة الليل الجزء الاول ذات ليله من ليالى الخريف المقيت هبت الرياح محمله بأوراق الأشجار المتساقطة كنت وحيدا بعالمى الخيالي .. !!    الذى اعتدت ان اتعايش معه من زمن بعيد .. !! وفى سكرات النوم . مابين اليقضه والمنام  كأنى اسمع وطئ أقدام تدنوا منى رويدا رويدا لاول مره دب الخوف بقلبى , شئيا لم اعتاد عليه    تقترب الخطوات اكثر فاكثر مع سكون الرياح قليلا كأنها اصوات سلحفاه على سنابل الحصاد  شعرت بانقباض شديد بقلبي تسمرت عينأى وشلت حركتي  أنتابنى الشعور بالخوف والهلع اكاد ابتلع ريقي بصعوبة .. !!  حاولت لملمه افكارى المتشتته ياترى هل اصبحت ضعيفا الى هذا الحد ؟  وتساقطت أوراق خريفي الصفراء كلا . كلا .. انها الجاره  فقد اعتدت على حركتها بالليالى فقد كنت استرق البصر فى غفله منها  فكنت أرى فيها حسن و جمال النساء خدودها حمراء تلمع مع الغروب وتتوهج مع الشروق ..! كنت احسد ذالك الزوج السكير نظرت م